1000

من طرف **smooth criminal** الأربعاء 04 مارس 2009, 3:13 am

ألف شهيد ..

تفاجئنا الأيام كعادتها دائما بما يثقل أكتافنا من الهم ما يثقل جبال الدنيا كلها ولو اجتمعت , فنأبى إلّا أن نحمل هذه العزائم رافعين رؤوسنا فى موقف يرسمه التاريخ بأبهى ألوانه وأصدقها .. فكما نادى الخاتم فى الآفاق ورددها خلفه الذين بايعوه ورضى الله عنهم ببيعتهم
( الله مولانا ولا مولى لكم ..)
..

تقف النفس البشرية عاجزة أمام صورة الأم وهى تنظر لأبنائها الستة وهم ( قتلى ) فى يومٍ واحدٍ ثابتةً غير متبرمةٍ لقضاء الله فيهم .. ربّما يكون المشهد جنونيا لأول وهلةٍ .. ولكن إذا عرفنا أنّ هذه الأم تزفُّ أبنائها – الذين سبقوها – لما لم يخطر على قلب بشر .. فما تفعله الأم أمر طبيعيى جدا ..
إنّها تدرك أنّ ملائكةً حول رؤوس أبنائها .. يكحلون عيونهم ويطيبوننفوسهم ويمشطون شعورهم ويغسلون صدورهم ويسقونهم - بدلا من حصار يظمئ الحلوق - بأنهار الجنة .. وما أدراك ما أنهار الجنة !!
لذا دعونى أعود لبداية الفقرة لأغير من كلمة ( قتلى ) التى أرى فى عيون القراء احتجاجا عليها .. أبعدما ينفى الجبار عنهم صفة الموت أطلقها أنا عليهم ؟؟
( بل أحياء عند ربهم .. يرزقون ) !!
هكذا ببساطة .. لقد انتقلوا من دار الفناء إلى دار الخلود .. من دار شقاء وعناء وحصار إلى جوار الملك .. ليس أى ملك أعزائى .. إنه ملك السماوات والأرض .. ملك الثقلين .. ملك الملوك ..
( والسماوات مطوياتٌ بيمينه ) ..
..

إن مشهد الرجل الذى خرج فى جزيرة العرب لم يكن عاديا .. ومن اتبعوه لم يكونوا كذلك أيضا .. ففى وسط الدماء والجراح يقول لصاحبه ( إنّ الله جاعل لما ترى فرجا ومخرجا !! )
أيُّ فرجٍ هذا الذى تتحدث عنه يا ابن عبد الله وقدمك نبع دماء ينضح , وقلبك من فرط الأسى يصرخ ..
لكنّنا على موعد مع الثقة بالله ..
( وإنّ الله ناصرٌ دينه , مظهر نبيه )
..

يقولون : ضاقت فلمّا استحكمت حلقاتهم *** فرجت , وكنت أظنها لا تفرجُ
هذا حال الذى لا يظنّ الفرج يأتى من الله , فما بال من يوقن بنصر الله وفرجه كما يوقن بأنّ شمسا تأتى كل صباح بعد حالك الظُلْمِ والظُلَمِ ..
..
أقول لكم .. إنّ ما رأيناه اليوم وكأن بحرا من النار يغرق غزة ليلا , فيتحول الليل الأسود القاتم إلى الأحمر القاتل , هو بداية ما ننتظره ونوقن بمجيئه رغم ما فى هذه الصورة من ألم .. فلا يظنّ بنو صهيون أنهم يحاربون كذا وكذا من الرجال ليكيلوا لهم ويثخنوا فيهم الجراح .. أخاف عليهم أن يحسبوا كذلك !!
حقيقةً .. كلّما أراهم يستخدمون الأحدث والأقوى أشفق عليهم وعلى مصيرهم , فهم فى واقع الأمر يريدون إبهار الله بقوتهم وبأسهم .. إنّهم يحاربون السماء ببساطة !!
إنّ الله يمهلهم ليروه كل ما عندهم .. حتى يكون الجزاء من جنس العمل .. سبحان الله , حتى فى الانتقام والجبروت هو العادل !!
وأبشرهم بأنّ البأس حين يأتى لا يبقى ولا يذر .. ولا يرد عن القوم المجرمين .. كل المجرمين ..
( إنّهم يكيدون كيدا ..
وأكيد كيدا ..
فمهل الكافرين أمهلهم رويدا )
..

كلمة لأمتى :
أقول لكم .. إنّ ألفَ شهيدٍ تحت تراب هذه الأمة الأبية سيزهر فى دم الأجيال القادمة ألفَ ياسين , وألف رنتيسى , وألف هنية , وألف ريّان , وألف زهار , وألف مشعل , وألف ألف قسامى .. لقد أيقظ بنو صهيون الأمة حيث أرادوها فى مقتل ..
( فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا) ..